سورة الكهف - تفسير تفسير الواحدي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الكهف)


        


{ووضع الكتاب} وُضع كتاب كلِّ امرئ في يمينه أو شماله {فترى المجرمين} المشركين {مشفقين ممَّا فيه} خائفين ممَّا فيه من الأعمال السيئة {ويقولون} لوقوعهم في الهلكة: {يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر} لا يترك {صغيرة} من أعمالنا {ولا كبيرة إلاَّ أحصاها} أثبتها وكتبها {ووجدوا ما عملوا حاضراً} في الكتاب مكتوباً {ولا يظلم ربك أحداً} لا يعاقب أحداً بغير جرمٍ، ثمَّ أمر نبيَّه عليه السَّلام أن يذكر لهؤلاء المُتكبِّرين عن مجالسة الفقراء قصَّة إبليس، وما أورثه الكبر، فقال: {وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلاَّ إبليس كان من الجن} أَيْ: من قبيلٍ من الملائكة يُقال لهم: الجنُّ {ففسق} خرج {عن أمر ربه} إلى معصيته في ترك السُّجود {أفتتخذونه وذريته} أولاده، وهم الشَّياطين {أولياء من دوني} تطيعونهم في معصيتي {وهم لكم عدوٌّ} كما كان لأبيكم عدواً {بئس للظالمين بدلاً} بئس ما استبدلوا بعبادة الرَّحمن طاعة الشَّيطان.
{ما أشهدتهم} ما أحضرتهم، يعني: إبليس وذريَّته {خلق السموات والأرض ولا خلق أنفسهم} أخبر عن كمال قدرته، واستغنائه عن الأنصار والأعوان فيما خلق {وما كنت متخذ المضلين عضداً} أنصاراً وأعواناً لاستغنائي بقدرتي عن الأنصار.


{ويوم يقول نادوا شركائي الذين زعمتم...} الآية. يقول الله تعالى يوم القيامة: ادعوا الذين أشركتم بي ليمنعوكم من عذابي {فدعوهم فلم يستجيبوا لهم وجعلنا بينهم} بين المشركين وأهل لا إله إلاَّ الله {موبقاً} حاجزاً.
{ورأى المجرمون} المشركون {النار فظنوا} أيقنوا {أنهم مواقعوها} واردوها وداخلوها {ولم يجدوا عنها مصرفاً} مهرباً لإحاطتها بهم من كلِّ جانبٍ. وقوله: {وكان الإِنسان} الكافر {أكثر شيء جدلاً} قيل: هو أُبيُّ بن خلف، وقيل: النَّضر بن الحارث.
{وما منع الناس} أهل مكَّة {أن يؤمنوا} الإِيمان {إذ جاءهم الهدى} يعني: محمداً صلى الله عليه وسلم والقرآن {إلاَّ أن تأتيهم سنة الأولين} العذاب. يعني: إنَّ الله تعالى قدَّر عليهم العذاب، فذلك الذي منعهم من الإِيمان {أو يأتيهم العذاب قبلاً} عياناً. يعني: القتل يوم بدرٍ، وقوله: {ويجادل الذين كفروا بالباطل} يريد المُستهزئين والمقتسمين جادلوا في القرآن {ليدحضوا} ليبطلوا {به} بجدالهم {الحق} القرآن {واتخذوا آياتي} القرآن {وما أنذروا} به من النَّار {هزواً}.


{ومن أظلم ممن ذكّر} وُعظ {بآيات ربه فأعرض عنها} فتهاون بها {ونسي ما قدَّمت يداه} ما سلف من ذنوبه، وباقي الآية سبق تفسيره. وقوله: {بل لهم موعد} يعني: البعث والحساب {لن يجدوا من دونه مَوْئِلاً} ملجأ.
{وتلك القرى} يريد: القرى التي أهلكها بالعذاب {أهلكناهم} أهلكنا أهلها {لما ظلموا} أشركوا وكذَّبوا الرُّسل {وجعلنا لمهلكهم} لإِهلاكهم {موعداً}.
{وإذ قال موسى} واذكر إذ قال موسى، لما في قصَّته من العبرة {لفتاه} يوشع بن نون: {لا أبرح} لا أزال أسير {حتى أبلغ مجمع البحرين} حيث يلتقي بحر الروم وبحر فارس {أو أمضي} إلى أن أمضي {حقباً} دهراً طويلاَ، وذلك أنَّ رجلاً أتى إلى موسى عليه السَّلام، فقال: هل تعلم أحداً أعلم منك؟ فقال: لا، فأوحى الله تعالى إليه: بلى عبدنا خضر، فسأل موسى عليه السَّلام السبيل إلى لُقيِّه، فجعل الله تعالى له الحوت آيةً، وقيل له: إذا فقدت الحوت فارجع فإنَّك ستلقاه، فانطلق هو وفتاه حتى أتيا الصَّخرة التي عند مجمع البحرين، فقال لفتاه: امكث حتى آتيك، وانطلق موسى لحاجته، فجرى الحوت حتى وقع في البحر، فقال فتاه: إذا جاء نبيُّ الله حدَّثته، فأنساه الشَّيطان.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7